الشيخ زايد آل نهيان: أيقونة عالمية للكرم والقيادة الإنسانية

مقدمة: الإرث الدائم لقائد ذو رؤية

يُعد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (1918-2004) شخصية محورية ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ويُعرف على نطاق واسع بلقب “أب الأمة” لدوره الجوهري في تأسيس الاتحاد. شغل منصب أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها في 2 ديسمبر 1971 وحتى وفاته في عام 2004، كما تولى حكم إمارة أبوظبي من عام 1966.1 تميزت قيادته بحكمة عميقة ورؤية ثاقبة وصبر لا يلين، وهي صفات أكسبته لقب “حكيم العرب”.1 إلى جانب جهوده الجبارة في بناء الدولة، رسخ الشيخ زايد سمعة عالمية كفاعل خير وإنساني استثنائي، وهي سمة مميزة لحكمه.

يتناول هذا التقرير فلسفة الشيخ زايد الإنسانية العميقة، ومبادراته الرئيسية، وتأثيره الدائم، مما يعزز مكانته كأسطورة في الكرم في عصرنا. تتجلى عظمة الشيخ زايد في أن العمل الإنساني لم يكن مجرد إضافة إلى حكمه، بل كان جزءاً لا يتجزأ من رؤيته لبناء الأمة. لقد أدرك أن تحقيق الانسجام والتلاحم والتضامن بين شعبه يتطلب أولاً بناء الثقة من خلال التفاعل البناء والشخصي.1 هذا الفهم العميق للعلاقة بين رفاهية الإنسان واستقرار الدولة هو ما جعل إنسانيته ركيزة أساسية في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة. فكما قال الشيخ زايد: “من أجل مستقبل أفضل، بناء الإنسان ضرورة وطنية تسبق بناء المصانع والمنشآت. لأنه بدون الإنسان، كل الأشياء الأخرى لا معنى لها”.3 هذا المبدأ يؤكد أن كرمه لم يكن مجرد فضيلة شخصية، بل كان استراتيجية محكمة لتعزيز التماسك الداخلي وبناء علاقات قوية مع العالم الخارجي، مما جعله حجر الزاوية في هوية الإمارات العربية المتحدة ووجودها.

أولاً: جذور العطاء: فلسفة صاغتها التجربة

وُلد الشيخ زايد في مدينة العين عام 1918 2، وقضى سنواته التكوينية منغمسًا في واقع الحياة الصحراوية القاسية. خلال أواخر عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، أمضى وقتًا طويلاً في الصحراء، وعاش جنبًا إلى جنب مع قبائل البدو، وتعرف على أسلوب حياتهم ومهاراتهم التقليدية وقدرتهم على البقاء في ظل الظروف المناخية القاسية.1 هذا التفاعل المباشر والشخصي مع المجتمع المحلي، الذي كان يُنظر إليه على أنه “رجل من الناس” 1، شكّل فهمه العميق لاحتياجاتهم وصراعاتهم وأهمية الرفاهية الجماعية. كما أن تعليمه الأساسي في مبادئ الإسلام غرس فيه قيم التعاطف والعدالة وخدمة المجتمع.2

تميز الشيخ زايد بحكمته وصبره ورؤيته الثاقبة، وهي صفات أكسبته لقب “حكيم العرب”.1 كان حجر الزاوية في فلسفته هو الاقتناع بأن موارد البلاد، وخاصة ثروتها النفطية الناشئة، يجب أن تُستخدم بالكامل لصالح شعبها بشكل مباشر.4 يتجسد هذا النهج المرتكز على الإنسان بقوة في قوله: “مهما بنينا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيات، ومهما شققنا من طرق، فكل ذلك كيانات مادية. والروح الحقيقية للتقدم هي روح الإنسان، الإنسان القادر بفكره وكفاءته. لأنه بدون الإنسان، كل الأشياء الأخرى لا معنى لها”.3 يؤكد هذا الاقتباس تركيزه الثابت على التنمية البشرية كمقياس نهائي للتقدم.

في عام 1946، عُين الشيخ زايد ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية، ومقرها واحة العين.1 في ذلك الوقت، كانت المنطقة فقيرة وعرضة لتفشي الأمراض.2 على الرغم من محدودية الإيرادات الحكومية، انخرط الشيخ زايد فوراً في الشؤون الحكومية وبدأ تنمية كبيرة. قام بتمويل أول مدرسة حديثة في الإمارة شخصياً، والتي افتتحت عام 1961 بـ 90 طالباً.1 كما نجح في إقناع الأقارب والأصدقاء بالمساهمة مالياً في مشاريع تنموية صغيرة النطاق.4 كانت إحدى مبادراته المبكرة الحاسمة هي مراجعته لحقوق ملكية المياه المحلية لضمان توزيع أكثر عدلاً، مما أدى مباشرة إلى التنمية الزراعية وإعادة ترسيخ العين كمركز سوقي مهيمن وواحدة من أكثر المدن خضرة في الجزيرة العربية.4 كما أنشأ أول مستوصف عام 1969.1 هذه الإجراءات، التي اتُخذت قبل سنوات من توفر إيرادات نفطية كبيرة، أظهرت بوضوح التزامه الفطري بالتقدم ونهجه الذي يضع الإنسان أولاً. هذا الكرم الاستباقي وغير المعتمد على الموارد يبرز أن الروح الإنسانية للشيخ زايد لم تكن سياسة رد فعل مدفوعة بالرخاء الاقتصادي، بل كانت فلسفة متأصلة بعمق. أعماله المبكرة في العين توضح التزاماً جوهرياً بتحسين حياة البشر وتعزيز التنمية، حتى عندما كانت الموارد شحيحة. هذا يؤسس كرمه كسمة أساسية في شخصيته ومبدأ توجيهي، بدلاً من كونه مجرد نتيجة لثروة الأمة اللاحقة.

ثانياً: بناء أمة بقلب إنساني

عندما أصبح حاكماً لأبوظبي في أغسطس 1966، أتيحت للشيخ زايد إيرادات النفط 4، والتي وجهها على الفور نحو “برنامج بناء ضخم للمدارس والإسكان والمستشفيات والطرق”.4 كانت رؤيته لدولة الإمارات العربية المتحدة الناشئة تتمحور بشكل أساسي حول التنمية البشرية والرخاء، متجاوزة البنية التحتية المادية لتشمل رفاهية وتمكين شعبها.3 أقام علاقات أوثق مع الإمارات الأخرى بعد إعلان الانسحاب البريطاني عام 1968 1، مما أدى في النهاية إلى تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971، حيث انتخب بالإجماع كأول رئيس.1 كان يُعتبر حاكماً ليبرالياً نسبياً، سمح بوسائل الإعلام الخاصة وحرية العبادة، مما يعكس رؤيته التقدمية.2 امتد إيمانه بالتضامن والتعاون عبر الدول العربية، حيث شعر أنه من واجبه استخدام سلطته الشخصية والسياسية في الساحتين العربية والدولية لتحقيق السلام والتقدم في الشرق الأوسط، ولا سيما دعمه لمصر وسوريا في حرب عام 1973 لتحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين بفرض حظر نفطي، مع إعلانه الشهير: “ليس النفط العربي أغلى من الدم العربي”.1

أدى التزام الشيخ زايد العميق بترسيخ الكرم وضمان تأثيره طويل الأمد إلى تأسيس كيانات رئيسية. تأسس صندوق أبوظبي للتنمية (ADFD) عام 1971، وهو نفس العام الذي تأسست فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، وتخصص لمساعدة الدول الأخرى في بنيتها التحتية ونموها الاقتصادي.5 وفي وقت لاحق، في عام 1992، أسس مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية (ZBSNCHF) بموجب القانون رقم 5، مخصصاً لها وقفاً أولياً قدره مليون دولار أمريكي.8 أُنشئت هذه المؤسسة صراحة للعمل الخيري والإنساني داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، بأهداف تشمل التعليم والصحة والإغاثة والبحث العلمي.8 صُممت هذه المؤسسات لضمان استمرار رؤيته للعطاء بشكل منهجي ومستدام، لتصبح سمة دائمة للسياسة الوطنية والخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.10 هذا التحول من الفضيلة الشخصية إلى السياسة العالمية المؤسسية ضمن استدامة وتوسع وعمق استراتيجي لرؤية الشيخ زايد الإنسانية. من خلال ترسيخ العطاء في صميم هيكل الحكم في دولة الإمارات العربية المتحدة، حوله من عمل خيري عشوائي إلى سمة وطنية قوية ودائمة. هذه الخطوة لم تقتصر على تضخيم نطاق وفعالية المساعدات فحسب، بل رسخت العمل الخيري كعنصر محدد لهوية دولة الإمارات العربية المتحدة وسياستها الخارجية، مما يضمن استمرارية مكانته “الأسطورية” من خلال العمل المنهجي عبر الأجيال.

كان المبدأ الأساسي في فلسفة الشيخ زايد هو الاستخدام الأخلاقي للثروة الوطنية. وقد صرح قائلاً: “إذا أنعم الله علينا بالثروة، فإن التزامنا الأول هو السعي لرضا الله والتعبير عن امتناننا له باستخدام هذه الثروة لجعل هذا البلد أفضل ولتحقيق الخير لشعبه”.3 امتد هذا المبدأ إلى ما وراء الحدود الوطنية، حيث آمن بمشاركة خير الأمة مع “أصدقائنا وإخواننا”.11 تميز كرمه بطبيعته اللامحدودة، حيث وصل إلى المحتاجين “بغض النظر عن خلفيتهم” 12 أو “دينهم وعرقهم”.11 هذا الالتزام الثابت بمشاركة الثروة وتخفيف المعاناة وضع دولة الإمارات العربية المتحدة حديثة التأسيس كجهة مانحة عالمية رائدة منذ أيامها الأولى.5

جدول: المؤسسات الإنسانية والتنموية الرئيسية التي أسسها الشيخ زايد

اسم المؤسسة سنة التأسيس التركيز الأساسي النطاق/الوصول
صندوق أبوظبي للتنمية (ADFD) 1971 5 مساعدة الدول في البنية التحتية والنمو الاقتصادي، تمويل المشاريع الحيوية 7 دولي، استفادت منه 107 دول بحلول 2024 7
مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية (ZBSNCHF) 1992 8 أعمال خيرية وإنسانية وتنموية في قطاعات متنوعة تشمل التعليم والصحة والإغاثة والبحث العلمي 8 داخل وخارج دولة الإمارات، قدمت المساعدة في أكثر من 166 دولة 13

ثالثاً: امتداد عالمي: بصمة الشيخ زايد الإنسانية

تحت القيادة المباشرة للشيخ زايد، ومنذ عام 1971 حتى وفاته في عام 2004، وزعت دولة الإمارات العربية المتحدة مبلغاً هائلاً قدره 90.5 مليار درهم إماراتي (حوالي 24.6 مليار دولار أمريكي) كمساعدات تنموية وإنسانية، استفادت منها أكثر من 117 دولة حول العالم.5 هذا النطاق المذهل للعطاء، خاصة بالنسبة لدخلها القومي، وضع دولة الإمارات العربية المتحدة بسرعة ضمن أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية في العالم.6 قُدمت هذه المساعدات دون توقع أي مقابل، مدفوعة بإيمانه العميق بأن السعادة الحقيقية تأتي من الارتقاء بالآخرين وتخفيف المعاناة على مستوى العالم.12 كان التزامه بالعمل الإنساني ثابتاً، حيث كانت دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً من أوائل الدول التي ترسل المساعدات عند نشوب الأزمات.12

دراسات حالة للتأثير:

  • مبادرات الرعاية الصحية:
    • أولى الشيخ زايد الأولوية للرعاية الصحية باستمرار، معترفاً بأنها ركيزة أساسية لتقوية المجتمعات وتحسين الحياة.12 ومن الأمثلة البارزة على ذلك مستشفى زايد للأمومة والطفولة في صنعاء باليمن، والذي على الرغم من اكتماله في عام 2012، فقد مولته مؤسسة زايد الخيرية، وهو إرث مباشر لرؤية الشيخ زايد.13 يوفر هذا المرفق الحديث، بسعة 172 سريراً ومجهز بأحدث التقنيات الطبية، رعاية صحية متخصصة للأمهات والأطفال في بلد مزقته الحرب، ويخدم شريحة واسعة من السكان.15 وبينما تم تكييفه لاحقاً لدعم علاج كوفيد-19 خلال الوباء، فإن غرضه الأساسي ودعمه المستمر يسلطان الضوء على تأثيره طويل الأمد على الصحة العامة.16
    • تشمل المشاريع الحيوية الأخرى مستشفى سير الضنية الحكومي في لبنان 18 وإنشاء عشرة مراكز حديثة للأمومة والطفولة في جميع أنحاء أفغانستان. هذه العيادات الأفغانية، التي تقع استراتيجياً في مناطق الحاجة الماسة، مجهزة بالطاقة الشمسية والوحدات المتنقلة وسيارات الإسعاف، وتفيد بشكل مباشر أكثر من 115 ألف امرأة ومئات الآلاف من الأقارب من خلال تحسين نوعية الحياة وتمكين النساء والأطفال.20
  • المشاريع التعليمية:
    • كان التعليم حجر الزاوية في رؤية الشيخ زايد للتنمية المجتمعية، محلياً ودولياً.14 يجسد تمويله الشخصي لأول مدرسة حديثة في العين عام 1961 التزامه المبكر.1 على الصعيد الدولي، دعمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية العديد من البرامج التعليمية. ومن الأمثلة الرئيسية على ذلك مدرسة الشيخ زايد في طرابلس بلبنان، ومكتبة زايد في جامعة المنار في طرابلس بلبنان، والتي هدفت إلى تعزيز الفرص التعليمية ونشر المعرفة.13
    • في آسيا، أنشأت المؤسسة كلية زايد لعلوم الحاسوب في شيتاغونغ ببنغلاديش 13، ومركز دراسات عربية في بكين بالصين.13 وفرت هذه المبادرات وصولاً حاسماً إلى التعليم الجيد، مما مكن الشباب ووضع الأساس لمستقبل أكثر إشراقاً في الدول النامية.14
  • البنية التحتية والتنمية:
    • امتدت مساعدات الشيخ زايد بشكل كبير إلى تطوير البنية التحتية الحيوية، مما عزز النمو الاقتصادي طويل الأمد وحسن مستويات المعيشة. في السودان، على سبيل المثال، أنشأ صندوق أبوظبي للتنمية (الذي تأسس عام 1971) وقفاً بقيمة 25 مليون دولار لإعادة تأهيل نظام السكك الحديدية المتهالك، وهو النظام الاقتصادي الحيوي للأمة.22 تبع ذلك التزام ببناء مجمع مستشفيات عام في الخرطوم وشبكة من 24 مركزاً صحياً إقليمياً، وهو ما كان بمثابة مقدمة لتدخلات الرعاية الصحية الأخرى التي تلت ذلك.22 كما أدى تطوير طريق البحر الأحمر السريع بطول 750 ميلاً إلى ربط المناطق الساحلية والداخلية، مما عزز التجارة والتنقل.22 وحوّل مشروع الرهد للري المدعوم من الإمارات، والذي يغطي 1260 كيلومتراً مربعاً، الأراضي القاحلة إلى مناطق زراعية منتجة، مما زاد بشكل كبير من الأمن الغذائي لملايين الأشخاص.22 كما ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة في تحديث مطار الخرطوم الدولي، مما عزز الخدمات اللوجستية والاتصال.22
    • بشكل أوسع، بلغ إجمالي التمويل التنموي التراكمي لصندوق أبوظبي للتنمية، الذي يسترشد برؤية الشيخ زايد، 216.5 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2024، واستفادت منه 107 دول عبر قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والإسكان والنقل وأمن المياه، مما أحدث تأثيراً دائماً.7
  • الإغاثة في حالات الكوارث والمساعدات الطارئة:
    • اشتهر الشيخ زايد باستجابته السريعة والحاسمة للأزمات الإنسانية العالمية. لم يتردد أبداً في مساعدة الدول والشعوب التي تواجه الكوارث الطبيعية.12 ومن الأمثلة القوية على ذلك استجابته الفورية لإعصار بولا في بنغلاديش عام 1970، والذي كان الأعنف على الإطلاق. عندما افتقرت الأمم المتحدة إلى نظام للمساعدات الدولية، وجه الشيخ زايد شخصياً ابنه الأكبر، الشيخ خليفة، لجمع الطائرات والإمدادات وإرسالها إلى دكا، لتصل المساعدات إلى 10 ملايين بنغلاديشي نازح في غضون 24 ساعة – وهو عمل غير مسبوق من المساعدات الدولية في ذلك الوقت.23 كما قدم مساعدة سريعة للدول التي تواجه جفافاً شديداً، مثل جنوب أفريقيا عام 1992.23
  • الرعاية البيئية:
    • كان الشيخ زايد يتمتع بتقدير عميق للطبيعة، واعتبر حماية البيئة جزءاً لا يتجزأ من تاريخ البلاد وتراثها، وأولوية قصوى في بناء الأمة.24 أطلق برامج تشجير واسعة النطاق، بما في ذلك زراعة أشجار المانغروف على طول الساحل، وبدأ مشاريع لإنشاء محميات طبيعية وحماية موارد المياه الجوفية في جميع أنحاء البلاد.26 دعم بنشاط البحث العالمي في حماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، مثل المها العربي والحبارى.25 أكسبته جهوده الرائدة في الحفاظ على البيئة إشادة دولية كبيرة، بما في ذلك جائزة الباندا الذهبية المرموقة من الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) في عام 1995، مما جعله أول رئيس دولة يحصل على هذا الشرف.4 بعد وفاته، في عام 2005، اختاره برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) كواحد من سبعة “أبطال الأرض” تقديراً لمساهماته البيئية العالمية.25 كما حصل على الميدالية الذهبية من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) في عام 1995 لجهوده في التنمية الزراعية.26

تجاوزت جهود الشيخ زايد الإنسانية مجرد الإغاثة الفورية لتشكل استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتمكين المجتمعات لتحقيق الاكتفاء الذاتي والرخاء على المدى الطويل. لقد أدرك أن الكرم الحقيقي ينطوي على الاستثمار في العناصر الأساسية للمجتمع – رأس المال البشري (التعليم والصحة)، والبنية التحتية الحيوية، والاستدامة البيئية – وبالتالي إحداث تغيير إيجابي دائم بدلاً من مجرد معالجة الأعراض. هذا العمق الاستراتيجي يرفع إنسانيته إلى قوة عالمية تحويلية، مما يعزز سمعته كقائد ذو رؤية استثنائية استثمر في الإمكانات البشرية.

جدول: أمثلة توضيحية لمشاريع الشيخ زايد الإنسانية العالمية

القطاع المشروع/المبادرة الدولة/المنطقة المستفيدة التأثير/الأهمية الملحوظة
الرعاية الصحية مستشفى زايد للأمومة والطفولة 13 اليمن 13 تحسين صحة الأم والطفل، توفير رعاية متخصصة في منطقة متضررة 15
الرعاية الصحية مراكز الأمومة والطفولة 20 أفغانستان 20 تحسين نوعية الحياة، تمكين النساء والأطفال، تعزيز المجتمعات المحلية 20
الرعاية الصحية مستشفى سير الضنية الحكومي 18 لبنان 18 توفير خدمات رعاية صحية أساسية 19
التعليم مدرسة الشيخ زايد 18 طرابلس، لبنان 18 تعزيز الفرص التعليمية 19
التعليم مكتبة زايد في جامعة المنار 13 طرابلس، لبنان 13 تعزيز التعليم والمعرفة 19
التعليم كلية زايد لعلوم الحاسوب 13 شيتاغونغ، بنغلاديش 13 توفير وصول حاسم للتعليم الجيد، تمكين الشباب 14
البنية التحتية/التنمية إعادة تأهيل نظام السكك الحديدية 22 السودان 22 تنشيط النظام الاقتصادي الوطني 22
البنية التحتية/التنمية طريق البحر الأحمر السريع 22 السودان 22 تعزيز التجارة والتنقل، الربط بين المناطق 22
البنية التحتية/التنمية مشروع الرهد للري 22 السودان 22 زيادة الأمن الغذائي لملايين الأشخاص 22
الإغاثة في حالات الكوارث إغاثة إعصار بولا 23 بنغلاديش 23 إنقاذ الأرواح وتقديم إغاثة فورية لـ 10 ملايين نازح 23
الرعاية البيئية برامج التشجير (مثل المانغروف) 26 عالمي/متنوع 26 استعادة التوازن البيئي، زيادة التنوع البيولوجي، الحفاظ على الموائل الطبيعية 26
الرعاية البيئية حماية الأنواع المهددة بالانقراض (مثل المها العربي والحبارى) 25 عالمي/متنوع 25 الحفاظ على التنوع البيولوجي، جهود رائدة في الحفاظ على الحياة البرية 25

رابعاً: تميز معترف به: تقدير دولي وشهادات

أكسبت مساهمات الشيخ زايد العميقة في خدمة الإنسانية والبيئة العديد من الجوائز الدولية والإشادة الواسعة خلال حياته وبعد وفاته.5 تشمل هذه الجوائز:

  • وشاح جامعة الدول العربية لرجل التنمية والبيئة (1993، مصر): مُنح له تقديراً لجهوده في مكافحة التصحر واهتمامه بمشاريع التنمية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة والدول العربية والإسلامية.27
  • جائزة الباندا الذهبية من الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) (1995، سويسرا): كان أول رئيس دولة يحصل على هذه الجائزة المرموقة، تقديراً لـ “عطاءاته غير المحدودة وتوجهاته المستمرة في مجال البيئة” وجهوده في حماية الحياة البرية والأنواع المهددة بالانقراض.25
  • الميدالية الذهبية من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) (1995): تقديراً لجهوده الكبيرة في التنمية الزراعية داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة.26
  • درع العمل من منظمة العمل العربية (1996، مصر): قُدم له تقديراً لدوره الرائد في دعم العمل العربي المشترك.27
  • وسام الحفاظ على البيئة من باكستان (1997): مُنح له من قبل الرئيس الباكستاني السابق فاروق ليغاري، تقديراً لجهوده المستمرة ومساهماته في الحفاظ على البيئة.27
  • جائزة الدعوة البيئية من منظمة المدن العربية (1998، الكويت): تقديراً لجهوده الشخصية المتميزة في الحفاظ على البيئة، لا سيما من خلال مبادرات التشجير والتخضير.27
  • جائزة شخصية العام الإسلامية (1999، دبي): مُنحت له من قبل مسؤولي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، تقديراً لأهميته الكبيرة لبرامج الرعاية الاجتماعية والإنسانية ودعمه للتعاون الإسلامي.27
  • جائزة قناة غراند ووتر من شبكة اليونسكو المتوسطية لموارد المياه والتنمية المستدامة والسلام (2001، باريس): مُنحت بالنيابة عنه.27
  • “بطل الأرض” من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) (2005، كينيا): اختير بعد وفاته كواحد من سبعة شخصيات عالمية، تقديراً لجهوده في حماية البيئة في جميع أنحاء العالم.25

جدول: جوائز وأوسمة دولية مختارة حصل عليها الشيخ زايد

اسم الجائزة الجهة المانحة السنة الأهمية
وشاح جامعة الدول العربية لرجل التنمية والبيئة جامعة الدول العربية 27 1993 27 مكافحة التصحر والتنمية 27
جائزة الباندا الذهبية الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) 25 1995 27 الحفاظ على البيئة والحياة البرية 25
الميدالية الذهبية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) 26 1995 26 التنمية الزراعية 26
درع العمل منظمة العمل العربية 27 1996 27 دعم العمل العربي المشترك 27
وسام الحفاظ على البيئة باكستان 27 1997 27 الحفاظ على البيئة 27
جائزة الدعوة البيئية منظمة المدن العربية 27 1998 27 الدعوة البيئية والتشجير 27
شخصية العام الإسلامية جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم 27 1999 27 برامج الرعاية الاجتماعية والإنسانية والتعاون الإسلامي 27
جائزة قناة غراند ووتر شبكة اليونسكو المتوسطية لموارد المياه والتنمية المستدامة والسلام 27 2001 27 موارد المياه والتنمية المستدامة 27
“بطل الأرض” برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) 25 2005 (بعد الوفاة) 27 الجهود البيئية العالمية 25

تجاوز تقدير الشيخ زايد العالمي مجرد حجم المساعدات المالية. لقد تجلى ذلك في القيم التي جسدها – الحكمة، والتعاطف، وعدم التمييز، والإيمان العميق بكرامة الإنسان – واستعداده للقيادة بالقدوة الشخصية. أظهرت أفعاله أن القيادة الإنسانية الحقيقية تتجاوز القوة السياسية أو الاقتصادية، وتستمد سلطتها النهائية من القناعة الأخلاقية والتعاطف. هذا الصدى العميق لشخصيته ومبادئه هو ما رسخ مكانته ” كأسطورة الكرم”، ملهمًا ليس فقط المساهمات المالية ولكن أيضًا روح الخدمة العالمية.

اقتباسات وشهادات من قادة دوليين ومستفيدين، تسلط الضوء على تأثيره الشخصي وتأثيره العالمي:

  • الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان (2004): أعرب عن حزنه العميق لوفاة الشيخ زايد، واصفاً إياه بأنه “رجل دولة متميز للغاية” و “صديق للأمم المتحدة، سعى دائماً لتعزيز العلاقات بين المنظمة وبلده”. سلط عنان الضوء بشكل خاص على “إيمان الشيخ زايد القوي بالدبلوماسية ومساعدته السخية للدول النامية” كصفات أكسبته شهرة خارج بلده.28
  • الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (2022): أثناء إشادته بالشيخ خليفة، استذكر غوتيريش مقولة الشيخ خليفة: “أبي هو معلمي”، وصرح: “سأتذكر دائماً كرم الشيخ وشعب الإمارات تجاه المحتاجين”. وأشار غوتيريش كذلك إلى أن “الزيادة الهائلة في دعم العمل الإنساني متعدد الأطراف – شهادة على تقليد غني بالعطاء – أنقذت أرواحاً لا حصر لها وحفزت الآخرين على العطاء أيضاً”.29
  • نيلسون مانديلا (1998): خلال اجتماع قمة مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي، قال الشيخ زايد لمانديلا: “أنت نعمة”، فرد الزعيم الجنوب أفريقي: “لا توجد نعمة أعظم منك”.30 يوضح هذا التبادل القوي الاحترام المتبادل والإعجاب بين رمزين عالميين للإنسانية والقيادة.
  • غرايم ويلسون (مؤلف وكاتب سيرة بريطاني): وصف الشيخ زايد بأنه “أحد أكبر فاعلي الخير في التاريخ”، مقدراً أن الأب المؤسس “قد أثر في حياة مليار شخص في مجالات الصحة والتعليم والزراعة”.23 روى ويلسون شهادة مؤثرة من راهبة كاثوليكية في باكستان، حيث استمر عملها مع مرضى الجذام لمدة عام بفضل تبرع مباشر من الشيخ زايد، مما يسلط الضوء على التأثير الشخصي والمباشر لكرمه.23
  • أحمد النزر الفلاسي (إنساني إماراتي): ينسب الفضل للشيخ زايد في تغيير نظرته للحياة بشكل عميق نحو العمل الخيري وخدمة المجتمع. روى حادثة حيث توقف الشيخ زايد شخصياً لمساعدة عمال يزرعون أشجار النخيل، قائلاً للفلاسي: “لا تقلق، توقفت للمساعدة” و “خذ شتلة وازرعها كما أفعل، وافعل ما أفعله”. ألهم هذا المثال المباشر والعملي للتواضع والخدمة الفلاسي لتكريس حياته للعمل الإنساني، وهو الآن يقود “مؤسسة أحمد الفلاسي لصناع الأمل”.31
  • شازيا محمدي (أم أفغانية): بعد أن استفادت من الرعاية الصحية الحديثة في عيادة أمومة ممولة من الإمارات في أفغانستان، أعربت عن امتنانها بتسمية ابنتها حديثة الولادة فاطمة، تكريماً للشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي، “أم الإمارات” وزوجة مؤسس الدولة. صرحت محمدي: “لم أستفد قط من الرعاية الصحية الحديثة قبل تدخل الإمارات”، مما يؤكد التأثير الذي يغير الحياة لهذه المبادرات.20

خامساً: الإرث الدائم: إلهام أجيال العطاء

لا يزال الإرث العميق للشيخ زايد في العطاء يشكل “حجر الزاوية في مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج عالمي للعطاء”.12 لا تقتصر مبادئه على الذكرى فحسب، بل يتم إدامة وتدعيمها بنشاط من خلال السياسة الوطنية والمبادرات الثقافية. تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة سنوياً بإرثه الإنساني في 19 رمضان، الذي يُعرف بيوم زايد للعمل الإنساني، وهي مناسبة عالمية تعكس دور دولة الإمارات العربية المتحدة الرائد في تعزيز قيم المحبة والتسامح والأخوة الإنسانية.5 ويُعد هذا اليوم منصة قوية لإطلاق برامج إنسانية وخيرية جديدة، مؤكداً التزام الأمة الثابت بتخفيف المعاناة أينما وجدت.5

تُعرب القيادة الحالية، بما في ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صراحة عن التزامها بـ “مواصلة نهج الشيخ زايد”، مؤكدة على تقديم المساعدات الإنسانية “بغض النظر عن الدين أو العرق”.33 ومن الأدلة على هذا الالتزام الدائم “مبادرة إرث زايد الإنساني” التي أطلقها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد، والتي خصصت مبلغاً كبيراً قدره 20 مليار درهم إماراتي (5.44 مليار دولار أمريكي) لمشاريع إنسانية حول العالم، تستهدف بشكل خاص المجتمعات الضعيفة وتهدف إلى تحسين نوعية حياتهم.5 وتُظهر هذه المبادرة، إلى جانب الجهود المستمرة مثل “عملية الفارس الشهم 3” لغزة، السعي المستمر والنشط لتحقيق رؤيته.6

تُعد المكانة المستمرة لدولة الإمارات العربية المتحدة كجهة مانحة عالمية رائدة نتيجة مباشرة لرؤية الشيخ زايد التأسيسية. ويُعد هذا مؤشراً على نجاحه في ترسيخ “العمل الخيري العابر للحدود في صميم التقدم الوطني”.24 ويواصل صندوق أبوظبي للتنمية، الذي أسسه الشيخ زايد، لعب دور محوري، حيث بلغ إجمالي تمويله التنموي التراكمي 216.5 مليار درهم إماراتي بنهاية عام 2024، واستفادت منه 107 دول عبر قارات مختلفة في قطاعات حيوية.7 وهذا لا يدل على استمرارية العطاء فحسب، بل على توسع وتطور استراتيجي لإطار المساعدات الذي بدأه.

يُنسب للشيخ زايد على نطاق واسع الفضل في ترسيخ العمل التطوعي والخيري في نسيج الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.12 فقيمه المتمثلة في التعاطف والرحمة والمسؤولية الاجتماعية ليست مجرد مُثل مجردة، بل يتم غرسها بنشاط في الشباب من خلال برامج تعليمية ومجتمعية مختلفة.14 ويعكس الشعور السائد “أخلاقنا هي أخلاق زايد” 35 مدى عمق روح العطاء والتسامح والولاء التي لا تزال تلهم الإماراتيين والمقيمين على حد سواء، لتكون جسراً يربط الأجيال بالمبادئ الإنسانية الخالدة.35 وتُظهر برامج المشاركة المجتمعية، مثل مبادرة “أبوظبي النشطة”، حشد عشرات الآلاف من المتطوعين، والوصول إلى مئات الآلاف من الأشخاص من خلال خدمة المجتمع، ومشاركة الشباب، وحملات الرفاهية العامة، مما يدل على التزام جماعي حيوي بالخدمة والتضامن الاجتماعي.36 ويضمن هذا الترسخ الثقافي أن إرث الكرم ليس مجرد ملاحظة تاريخية، بل جانب حي ومتطور من المجتمع الإماراتي. لقد تجاوز تأثير الشيخ زايد مجرد الذكرى التاريخية ليصبح عقيدة وطنية حية ومتطورة. يتم الاحتفال بقيمه ليس فقط، بل يتم تكرارها وترسيخها ودمجها في الهوية الوطنية والسياسة الخارجية عبر الأجيال. وهذا يدل على أن العمل الخيري ليس مجرد خيار سياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، بل هو سمة أساسية ومستدامة تساهم في قوتها الناعمة العالمية وتضمن تعزيز مكانته “الأسطورية” باستمرار من خلال العمل المنهجي. هذا الترسخ العميق يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا فريدًا للعمل الإنساني.

خاتمة: أسطورة العطاء في عصرنا

تُعد حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شهادة استثنائية على القوة التحويلية للكرم والقيادة الرحيمة. فمنذ جهوده المبكرة، غير المعتمدة على الموارد، للارتقاء بالمجتمعات في العين، مما دل على التزام فطري برفاهية الإنسان، إلى دوره المحوري في تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة، أولت رؤيته باستمرار الأولوية لكرامة الإنسان والرخاء الجماعي. لقد رسخ العمل الخيري بعمق من خلال إنشاء مؤسسات رائدة مثل صندوق أبوظبي للتنمية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، مما ضمن أن ثروة دولة الإمارات العربية المتحدة الجديدة ستكون قوة قوية ودائمة للخير العالمي.

لقد أكسبت بصمته الإنسانية الرائعة، التي امتدت عبر قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والإغاثة في حالات الكوارث والحفاظ على البيئة الرائد في أكثر من 117 دولة، إشادة دولية واسعة وامتناناً صادقاً من ملايين الأشخاص حول العالم. لم يُعترف به فقط من قبل الهيئات العالمية المرموقة من خلال العديد من الجوائز، بل حظي أيضاً بتقدير قادة العالم والمواطنين العاديين على حد سواء، ليس فقط لمساهماته المالية الكبيرة ولكن للقيم العميقة من التعاطف والحكمة والخدمة الذاتية التي وجهت كل عمل قام به. لقد ألهم مثاله الشخصي، بقدر ما ألهمت سياساته، جيلاً كاملاً.

اليوم، لا يزال إرث الشيخ زايد الدائم يشكل هوية دولة الإمارات العربية المتحدة كفاعل إنساني عالمي رائد، ويلهم ثقافة عطاء نابضة بالحياة تتجاوز الحدود والأجيال. لا تزال مبادئه المتمثلة في وضع الإنسان أولاً، ومشاركة الثروة، وتعزيز التنمية المستدامة، ذات أهمية عميقة في عالم لا يزال يواجه تحديات معقدة. وتُعد حياته بمثابة تذكير قوي وخالد بأن القيادة الحقيقية تُقاس في نهاية المطاف بالتأثير الإيجابي والدائم على الإنسانية، مما يرسخ مكانته الصحيحة كأسطورة لا مثيل لها في الكرم والرحمة في عصرنا الحديث.

 

بقلم  / ناصر السلمان 

من alkram net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *