الشيخ ناصر الشثري: شيخ الكرم والإنسانية

في صفحات التاريخ تبرز شخصيات استثنائية تشع نورها في كل جوانب الحياة، تعكس أصالة القيم الإنسانية والكرم المتجذر في النفوس. الشيخ ناصر الشثري هو عنوان لأحد هذه الشخصيات العظيمة، التي جمعت بين التواضع والإنسانية، وبين العطاء والكرم. تميز بشخصية تجسدت فيها معاني الخير والعطاء، حيث تبوأ أعلى المناصب، لكنه ظل ملتزماً بقيمه الأصيلة متواضعاً، قريباً من الناس وخاصة الفقراء والمحتاجين.

 مواقف إنسانية لا تُنسى

كان الشيخ ناصر الشثري معروفًا بوقوفه إلى جانب المظلومين، مقدماً لهم العون والمساعدة في أصعب الظروف. لم يكن يبالي بمراتب الناس أو مكانتهم، بل كان يشدد دائماً على أن الإنسان بأخلاقه وقيمه وليس بما يملك أو بمنصبه. كان حضوره بارزاً في كل مجالس الخير، حيث لم يتردد يوماً في تقديم المساعدة للمحتاجين والمستجيرين.

يقول أحد الشهود على حياته: “كان الشيخ ناصر لا يرد مستجيراً، بل كان يبادر بالوقوف مع من يحتاج دون انتظار أي مقابل. كان يعامل الجميع بنفس السوية، سواء كانوا من أبناء قبيلته أو من الغرباء، وكان يعامل الفقير معاملة الأمير، بنفس القدر من الاحترام والتقدير”.

 كفالة الأيتام ودعم الجمعيات الخيرية

من أبرز الأعمال الإنسانية التي تميز بها الشيخ ناصر الشثري، دعمه المتواصل للأيتام. فقد كان يكفل العديد من الأيتام، ليس فقط ماديًا، بل كان يتابع تعليمهم ويحرص على توفير احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، كي يشعروا بأنهم جزء من المجتمع.

لم تكن كفالة الأيتام هي المجال الوحيد الذي برع فيه، فقد كان من الداعمين الرئيسيين للعديد من الجمعيات الخيرية التي تعمل في مجالات التعليم والصحة والإغاثة الإنسانية. وكان يضع هدفاً واضحاً أمامه، وهو أن هذه الجمعيات يجب أن تكون دائماً حاضرة لمساعدة المحتاجين في أي وقت وفي أي مكان.

المبادرات الإنسانية والطبية والتعليمية

لم تقتصر إنسانية الشيخ ناصر الشثري على تقديم الدعم المالي فقط، بل كانت له مبادرات إنسانية متعددة تشمل الجوانب الطبية والتعليمية. في المجال الطبي، كان يحرص على توفير الرعاية الطبية للمحتاجين، وخاصةً في المناطق النائية التي تعاني من نقص الخدمات الطبية. فقد قام بتمويل بناء مستشفيات ومراكز طبية، وتقديم الدعم المالي لتغطية نفقات العلاج للأسر المحتاجة.

وفي الجانب التعليمي، كان يؤمن بأن التعليم هو السلاح الأقوى لتحسين حياة الناس ورفع مستوى الوعي. لذلك، كان يقدم المنح الدراسية للطلاب المحتاجين، ويدعم المؤسسات التعليمية، ويساهم في تطوير المناهج التعليمية لتكون أكثر شمولاً وعدالةً.

 الكرم في المواقف الصعبة

لم يكن كرمه مقتصراً على أوقات الرخاء، بل برز بشكل أكبر في الأوقات العصيبة. فعندما كانت الأزمات تعصف بالمجتمع، كان الشيخ ناصر الشثري هو أول من يمد يد العون. سواءً كانت أزمة اقتصادية أو كارثة طبيعية، كان دائماً ما يقدم الدعم للمجتمع، سواء من خلال توفير المواد الغذائية أو تأمين المأوى للمشردين، أو حتى بتقديم الدعم النفسي للمصابين.

رجل المبادرات الخيرية

كان الشيخ ناصر الشثري رجل المبادرات الخيرية، حيث سعى دائماً لتطوير مشروعات تخدم المجتمع بطرق مبتكرة. فعلى سبيل المثال، كان من أوائل من أطلقوا مبادرات للتبرع بالدم بشكل دوري، حتى في أوقات السلم، لضمان توفر الاحتياجات الطبية في حالات الطوارئ. كما ساهم في إنشاء مبادرات مجتمعية لدعم الشباب وتأهيلهم لسوق العمل من خلال تقديم دورات تدريبية ومهنية.

 الإسهامات التعليمية

في مجال التعليم، كان يؤمن الشيخ ناصر الشثري بأن المستقبل يكمن في تمكين الشباب وتزويدهم بالعلم والمعرفة. لذلك، كان يدعم إنشاء المدارس والجامعات، ويحرص على أن تكون تلك المؤسسات مفتوحة للجميع دون تمييز، سواء من حيث الطبقة الاجتماعية أو الخلفية الثقافية. كما قام بتمويل برامج تدريبية تهدف إلى تطوير مهارات الشباب وتوجيههم نحو مجالات العمل التي تتطلبها الأسواق الحديثة.

 الإرث الكبير

رحل الشيخ ناصر الشثري، لكنه ترك خلفه إرثاً كبيراً من القيم الإنسانية التي ستظل راسخة في الأذهان لسنوات طويلة. يتذكره الناس ليس فقط كرجل ذي مناصب كبيرة، بل كإنسان عظيم ترك بصمة في حياة كل من تعامل معه.

يقول أحد أصدقائه المقربين: “كان الشيخ ناصر رغم عظمته ومكانته، يعيش ببساطة وتواضع. لم يكن يفاخر بما يملك، بل كان يفاخر بما يستطيع تقديمه للآخرين. كان كريمًا في كل شيء: في ماله، في وقته، وفي مشاعره.”

 درس التواضع

إن أعظم ما يمكن أن نتعلمه من الشيخ ناصر الشثري هو درسه في التواضع. ورغم ما حققه من إنجازات وما شغله من مناصب، لم يتغير سلوكه أو معاملته للناس. كان يقول دائماً: “الإنسان قيمة بأخلاقه، وليس بما يمتلك.” وكان يرى أن المال والمنصب ما هما إلا وسيلتان لخدمة الناس وتقديم الخير، وليس للتفاخر أو التسلط.

#### العطاء بدون مقابل

كان من أبرز سماته تقديم العطاء دون انتظار مقابل. كان يعمل الخير بكل تجرد ونية صافية، هدفه الوحيد هو مساعدة الآخرين وتخفيف معاناتهم. لم يكن يسعى للشهرة أو الثناء، بل كان يفضل أن تكون أعماله الخيرية في الخفاء، لا يعلن عنها إلا إذا كان ذلك ضرورياً لتحفيز الآخرين على المشاركة في الخير.

كرم المواقف

تميز الشيخ أيضاً بكرم مواقفه، حيث لم يقتصر عطاؤه على الجانب المادي فقط. بل كان يقدم دعمه المعنوي والنفسي لكل من يحتاج. كان حاضراً دائماً في الأوقات الصعبة، يقدم النصائح والمشورة، ويساعد في حل النزاعات.

 

 في الختام

يظل الشيخ ناصر الشثري رمزاً للإنسانية والكرم، مثالاً يحتذى به في تقديم الخير والعطاء. لقد كان رجلاً صنع الفرق في حياة الكثيرين، وترك بصمة لا تُنسى في المجتمع. ترك لنا إرثاً من القيم النبيلة التي يجب أن نسير على خطاها، لنكمل مسيرته في نشر الخير ومساعدة المحتاجين. رحم الله الشيخ، وجعل كل أعماله الخيرية في ميزان حسناته.

من alkram net