الدكتور رضوان السعد: أربعة عقود من العطاء الطبي المجاني
الدكتور رضوان السعد، طبيب من الأردن، يعتبر من الشخصيات الملهمة في عالم الطب والإنسانية. منذ أكثر من أربعين عامًا، خصص حياته لتقديم العلاج المجاني للفقراء والمحتاجين، حيث أصبح رمزًا للتضحية والعطاء في مجتمعه.
ولد الدكتور رضوان السعد في عائلة متوسطة الحال في إحدى القرى الأردنية. منذ صغره، كان حلمه أن يصبح طبيبًا ليساعد الناس ويخفف من آلامهم. رغم الصعوبات المادية التي واجهته، تمكن بفضل عزيمته واجتهاده من الالتحاق بكلية الطب، حيث تخرج منها بامتياز.
بعد تخرجه، بدأ الدكتور رضوان ممارسة مهنته في المستشفيات الحكومية، لكنه سرعان ما أدرك أن الكثير من الفقراء والمحتاجين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج. هذا الوعي العميق بمعاناة الناس دفعه لاتخاذ قرار جريء، وهو تقديم خدماته الطبية مجانًا لمن لا يستطيعون دفع تكاليف العلاج.
في البداية، كان يقوم بالعلاج في عيادته الخاصة، مستقبلاً المرضى دون أن يتقاضى منهم أجرًا. وسرعان ما انتشر صيته بين الناس، وبدأت أعداد المرضى تتزايد يومًا بعد يوم. رغم التحديات المالية التي واجهها، إلا أن إيمانه بضرورة مساعدة الآخرين كان أقوى من أي عقبة.
لم يقتصر عمل الدكتور رضوان السعد على تقديم العلاج في عيادته فقط، بل كان يقوم بزيارات ميدانية للقرى النائية والمناطق الفقيرة التي تفتقر إلى الخدمات الطبية. كان يحمل حقيبته الطبية ويجوب الطرقات الوعرة ليصل إلى المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى العيادة.
تجارب الدكتور رضوان مع المرضى كانت مليئة بالقصص الإنسانية المؤثرة. من بين هذه القصص، حكاية الطفلة الصغيرة التي كانت تعاني من مرض خطير ولم تتمكن عائلتها من توفير تكاليف العلاج. بفضل رعاية الدكتور رضوان واهتمامه، تعافت الطفلة وعادت إلى حياتها الطبيعية. هذه القصص وأمثالها كانت تمنح الدكتور رضوان القوة والإصرار على مواصلة مسيرته.
دور الدكتور رضوان السعد لم يكن مقتصرًا على تقديم العلاج فقط، بل كان يسعى دائمًا لنشر التوعية الصحية بين الناس. كان ينظم ندوات وورش عمل توعوية حول أهمية الوقاية من الأمراض وكيفية العناية بالصحة العامة. هذا الجهد التوعوي كان له أثر كبير في تحسين مستوى الوعي الصحي بين أفراد المجتمع.
على مدار الأربعين عامًا، لم يتوقف الدكتور رضوان عن تطوير مهاراته ومعرفته الطبية. كان يشارك في المؤتمرات الطبية ويطلع على أحدث الأبحاث والدراسات ليكون دائمًا على اطلاع بكل جديد في مجال الطب. هذا الشغف بالتعلم والتطوير كان يعكس إيمانه بأن الطبيب يجب أن يكون دائمًا في خدمة مرضاه بأفضل ما يمكن.
حصل الدكتور رضوان السعد على العديد من التكريمات والجوائز تقديرًا لجهوده الإنسانية، لكنه كان يعتبر أن أكبر جائزة هي دعاء المرضى وابتسامتهم عندما يتعافون. كانت هذه اللحظات هي الدافع الحقيقي له لمواصلة عمله.
رغم تقدم العمر، لم يفقد الدكتور رضوان حماسه وشغفه بخدمة الناس. كان يقول دائمًا إن الطبيب لا يتقاعد أبدًا عن إنسانيته وعطائه. كان يحث الأطباء الشباب على الاقتداء به وتقديم جزء من وقتهم وجهدهم لخدمة الفقراء والمحتاجين.
العمل الذي قام به الدكتور رضوان السعد يعتبر نموذجًا يحتذى به في الإنسانية والعطاء. في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، كان الدكتور رضوان بريق أمل للكثيرين، وأثبت أن الإنسان قادر على صنع الفرق بمجرد أن يمتلك العزيمة والإرادة.
في الختام، يمثل الدكتور رضوان السعد قصة نجاح وإنسانية تلهم الجميع. مسيرته الحافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الآخرين تذكرنا دائمًا بأن العطاء لا يقتصر على الماديات، بل يمكن أن يكون عبر تقديم الوقت والجهد لمساعدة الآخرين. هذه الروح الإنسانية التي جسدها الدكتور رضوان هي ما نحتاجه جميعًا لبناء مجتمعات أكثر تلاحمًا وإنسانية.