ال النجيفي الموصليون: رموز الكرم والسخاء في مدينة الموصل
مقدمة: إرث الموصل وكرم أهلها
مدينة الموصل، الواقعة على ضفاف نهر دجلة في شمال العراق، تعد واحدة من أعرق المدن في التاريخ الإسلامي والعربي. اشتهرت الموصل عبر التاريخ بأنها حاضنة للعلم، والثقافة، والفنون، وموئلًا للكرم والسخاء. ومن بين البيوتات الكريمة التي تعيش في هذه المدينة العريقة، تبرز عائلة النجيفي، التي تجسد معاني البذل والعطاء، وتمثل إرثًا حيًا للكرم والشهامة.
النجيفي: بيت الكرم والعراقة
ينتمي آل النجيفي إلى طبقة النخب الاجتماعية في الموصل، وهم معروفون بتاريخهم المشرق ومواقفهم الإنسانية. تحمل هذه العائلة إرثًا يعود إلى قرون من الزمن، حيث كان أجدادهم قادة رأي ومصلحين اجتماعيين، اهتموا برفعة المجتمع الموصلي وساهموا في ازدهاره. ومع مرور الزمن، أصبح اسم النجيفي مرادفًا للكرم والسخاء، حيث تعددت مبادراتهم الإنسانية التي تتجاوز حدود الموصل لتشمل العراق بأسره.
الموصل: أرض الكرم والحضارة
قبل التطرق إلى مآثر عائلة النجيفي، لا بد من الإشادة بروح الموصل ذاتها. فقد عرفت هذه المدينة عبر التاريخ بأنها مدينة الكرماء. عندما كانت قوافل التجارة تمر عبر الموصل، كانت تجد الترحيب من أهلها، الذين يقدمون المأكل والمأوى بلا مقابل. ولم يقتصر كرم أهل الموصل على الزائرين، بل امتد ليشمل مساعدة الفقراء والمحتاجين.
النجيفي: الكرم في التاريخ
منذ القدم، كان آل النجيفي من أكبر العائلات الداعمة للمجتمع الموصلي. تعود جذور العائلة إلى قبائل عربية عريقة، ومن المعروف أنهم كانوا يسخرون أملاكهم وثرواتهم لخدمة المجتمع. شهد التاريخ الموصلي مواقف مشهودة لرجالات العائلة الذين فتحوا بيوتهم لإطعام الجائعين واستضافة الغرباء. وفي أوقات الأزمات، مثل الحروب والمجاعات، كان بيت النجيفي قبلة المحتاجين وموئلهم الآمن.
المواقف الإنسانية لعائلة النجيفي
في العصر الحديث، برزت عائلة النجيفي من جديد كرمز للعمل الإنساني. أثناء الحروب التي عصفت بالعراق، وخاصة في فترات الاحتلال وأزمات النزوح، لعب آل النجيفي دورًا محوريًا في إغاثة النازحين.
• إيواء النازحين: فتحت العائلة أبواب منازلها للنازحين الذين فروا من مناطق الصراع. كانت هذه المبادرة نموذجًا حيًا للكرم الموصلي، حيث قدّمت العائلة المأوى والمأكل بلا تمييز.
• المساعدات الغذائية: ساهم آل النجيفي في توزيع آلاف الطرود الغذائية على العائلات المحتاجة في الموصل وضواحيها. وقد تم ذلك بالتنسيق مع منظمات إنسانية، مما يعكس انفتاحهم على التعاون من أجل الخير.
• ترميم المنازل والمرافق العامة: بعد تحرير الموصل من سيطرة الإرهاب، أطلقت العائلة مبادرات لترميم المنازل المتضررة والمساجد والمدارس، لتساهم في إعادة إعمار المدينة وعودة الحياة إليها.
النساء في بيت النجيفي: عطاء بلا حدود
لم تقتصر أعمال الكرم على رجالات آل النجيفي، بل لعبت النساء دورًا بارزًا في تعزيز قيم العطاء. ساهمت سيدات العائلة في إطلاق مبادرات لدعم الأيتام والأرامل، كما قدن حملات تعليمية وصحية لتحسين أوضاع النساء والأطفال.
حاضر النجيفي ومستقبل الكرم
في يومنا هذا، يستمر آل النجيفي في تأدية دورهم الإنساني والاجتماعي. تعتبر العائلة نموذجًا يحتذى به في كيفية مزج التاريخ بالحاضر، حيث ظلوا محافظين على إرثهم العريق مع السعي لتطوير المجتمع الموصلي عبر المبادرات الحديثة.
• دعم التعليم: تمول العائلة عددًا من البرامج التعليمية التي تهدف إلى تحسين فرص التعليم للشباب الموصلي.
• رعاية الثقافة والفنون: آل النجيفي ليسوا فقط رموزًا للكرم المادي، بل أيضًا للكرم الثقافي، حيث يدعمون الفعاليات الثقافية التي تعكس روح الموصل وتاريخها العريق.
النجيفي في عيون الآخرين
ينظر العراقيون عمومًا إلى آل النجيفي باعتبارهم مثالًا للكرم العربي الأصيل. ويصف الكثيرون مواقفهم بأنها تذكير بالقيم التي كانت تسود المجتمعات التقليدية، حيث كان التعاون والعطاء جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية.
الكرم الموصلي بين الماضي والحاضر
الكرم الموصلي ليس مجرد تقليد اجتماعي، بل هو قيمة ثقافية متجذرة تعكس الهوية الإنسانية للمدينة. ولعل آل النجيفي خير دليل على استمرارية هذه القيمة. فبالرغم من التحديات التي مرت بها الموصل، ظلت العائلة وفيّة لتراثها، محافظة على شعلة الكرم والسخاء.
خلاصة: إرث لا ينقطع
آل النجيفي والموصل يشكلان ثنائية فريدة تمثل الكرم العربي بأبهى صوره. تاريخهم حافل بالمآثر الإنسانية، وحاضرهم شاهد على قدرتهم على التكيف مع المتغيرات دون التخلي عن القيم الأصيلة. سيظل اسم النجيفي علامة مضيئة في سجل الكرم العربي، وموصل الخير شاهدة على عطاء أبنائها.